إن النميمة هي نقل حال الشخص إلى غيره على جهة الإفساد بغير رضاه، سواء كان بعلمه أم بغير علمه وأما الغيبة فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ذكرك أخاك بما يكره)
لا يزال نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض للإفساد بينهم من أعظم أسباب قطع الروابط وإيقاد نيران الحقد والعداوة بين الناس ، وقد ذم الله تعالى صاحب هذا الفعل فقال عز وجل : (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم)
قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! )
فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت
يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل
إن كثيراً من مجالسنا يكون محور الحديث فيها الغيبة والنميمة، وذِكر الناس بما يكرهون، فإذا كنا نرجو ونحرص على أن تكون أعمالنا مقبولة عند اللَّه عز وجل، فلنحرص على ألاّ تُخدش بغيبة ولا نميمة، ولا تُهدم ولا تُمحى بالاعتداء على حرمات الناس.
أسأل الله لي ولكم الهداية و العفو و العافية