مدينة الجمالاب ثغر النيل الباسم بقلم عز الدين العبيد

مدينة الجمالاب ثغر النيل الباسم بقلم عز الدين العبيد
مدينة الجمالاب مدينة سودانية تقع على بعد93كيلا جنوب العاصمة القومية الخرطوم وعلى الضفة الشرقية للنيل الابيض وكل سكانها من قبيلة الحسانية وتمتد بطول 3كيلا وعرض نصف كيل ويحدها من الشرق مشروع الجمالاب الزراعى ونعيمه وتتميز بطبيعة سياحية خلابة اذ يطوقها عقد فريد من الاشجار تليها صفحة ناصعة بيضاء من الرمال تنداح منها منظومة نجيلية خضراء ويكمل لوحتها لجين من ماء النيل الخالد وهيهات هيهات حين ما ترسل الشمس خيوطها الذهبية فتمس الماء وتنعكس الى عين الرائى او حين ما ترى مراكب صيادى الاسماك عايدة مشرعة عند الاصيل حينها تبنى قصورا من الامال ويذهب بك خيالك بعيدا حيث تشتم رائحة الفردوس وتحلم بغلمانا يخدمونك من غلمان الجنة المخلدون او حين ما يتجمع الناس يشترون وبيبيعون ما تعود به مراكب الصيادون من اصناف الاسماك والبطيخ والشمام ويقطنها ما يقرب من ثمانية الاف نسمة .ويحدها من الشمال القراصة
ومن الجنوب ودشلعى.

محمد حامد الحُمْرِي
كُتب في: 2006-01-18

لعام 1981م ونحن طلاباً بالسنة الأولي بالقطينة الثانوية كان من بين دفعتنا شابين أحدهما أسمر اللون صارم القسمات صغير الحجم ينتظم في تلاوة القرآن الكريم بمخرج سليم وصوت رخيم وهو (أشول) يلعب الدافوري بحماس ومهارة ويهيم حباً في فرقة المريخ!!! كان ذلكم هو الصديق الفقيد نصر الدين الشيخ علي الشيخ مالك الشيخ الإمام أحد أبناء قرية (ودالكريل) وقد لقي ربه شهيداً صيف العام 1982م تحت (دقاقة) كان يغفو تحتها وكان قد ذهب الي الجزيرة لقضاء بعض أيام العطلة مع عمه أو خاله ، كانت حادثة مفجعة ومؤلمة أن نفتقد لصديق ونابغة مثل الأخ نصرالدين الإبن الوحيد لوالده لكنها سنة الحياة ونظامها الذي لن يتغير ولن يتبدل ، وقد أبلغني الخبر الحزين وترافقنا سفراً الي ود الكريل الشاب الآخر الذي عنيته في صدر هذا المقال وكان شاباً هادئ الطبع، مبتسماً ، نحيلاً ، متوسط الطول ، قمحي اللون مع ملامح (أدروبية) دفعت بنا كأولاد دفعة الي تلقيبه بالمصري حيناً والهدندوي أحياناً كثيرة حيث لازمه اللقب الأخير حتى افترقنا واختار بابكر كلية الشرطة وفضلها على ما سواها حيث تخرج فيها ضابطاً برتبة الملازم أول وتدرج في الرتب حتى وصل الي رتبة المقدم وانتهى به المقام للعمل برئاسة شرطة المرور ، كنا نتحدث عبر الهاتف قبل العيد بأيام وتواعدنا على اللقاء في رحاب النيل الأبيض لكن ذلك لم يتم للأسف الشديد ولن يتم !! سافر الهدندوي الي (الجمالاب) مسقط رأسه حيث ذبح أضحيته مع زوجته وأسرته ثم تحرك بسيارته مصطحباً شقيقته وهي (حامل) في شهرها الأخير وتتأهب للوضوع حيث جلست بالمقعد المجاور له وإلي جانبها إبنها الصغير فيما كان الإبن الأصغر نائماً بالمقعد الخلفي ، فجأة وبدون سابق إنذار ورغم الحذر يقع القدر وتصطدم العربة من الخلف بشاحنة (لوري) وتشاء إرادة المولى عز وجل أن تلقى الأخت حتفها ومعها من لم يولد من بطنها ومن يجلس الي جوارها ويسلم ويعيش النائم الصغير على المقعد الخلفي أما المقدم بابكر فقد أسعف على عجل إلي مستشفى جبل الأولياء حيث أسلم روحه الطاهرة هناك ، كان زميله وإبن دفعة القطينة الثانوية المقدم شرطة يحي محمد أحمد النور أول من أخطر بالفاجعة فتابعها بكل ما يستطيع لكن القدر كان نافذا والحمد لله ، وهناك في الجمالاب كانت الجموع والآلاف المؤلفة تبكي وتنتحب فقد كان بابكر علماً ورقماً وإسماً يفخر به أهله وتعتز به ولايته ، كان خاله وصديقه المقدم شرطة حسن حامد هو الأكثر حزناً ذلك أن زمالة ورابطة العمل النظامي قوية لدرجة لا توصف ، بل إنني عندما ذهبت للعزاء لمست عمق الحزن عند زملائه وقادته الشرطيين الذين تصادف وجودهم وقدومهم ، رحل الهدندوي بعد (24) عاماً من رحيل صديقه نصرالدين علي وبقينا نحن نأكل ونضحك وننتظر ، إنه حال الدنيا وناموسها والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، العزاء مستحق لأسرته وموصول لكل أهل الجمالاب ، الجمالاب التي يكفيها فخراً أنها مهد ومنبت الشهيد المفخرة خالد عبدالله إسماعيل ، والعزاء مرفوع لكل أهل النيل الأبيض وعلى رأسهم قائد المسيرة الدكتور محمد نور التيجاني وحكومته الذين ربما لم تمكنهم ظروفهم العملية من الحضور المباشر ، والعزاء مخصوص لأسرة وزارة الداخلية وخصوصاً أسرة شرطة المرور والعزاء لنا جميعاً أولاد منطقته ودفعته في الشهيد القرشي المتوسطة والقطينة الثانوية ، والعتبى لأهلنا في الكريل إن هيجنا عليهم مواجع الفقيد نصر الدين ، اللهم ربي ورب الناس أجمعين نجأر إليك بالدعاء سائلين الرحمة للشهيد المقدم بابكر محمد بابكر وشقيقته ، اللهم إنه مصاب جلل وإبتلاء عظيم لكننا لن نقول إلا ما يرضيك (إنا لله وإنا إليه راجعون) ، و(لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) .

من المحرر :
بحضور السيد والي النيل الأبيض تم مطلع هذا الأسبوع إفتتاح مشروع كهرباء قرية (غريقانة) وهي مناسبة مبهجة تستحق أن تضرب لها رقاب الإبل (بالمعنيين) فقد ثابر أهل غريقانة وصبروا وصابروا حتى أنعم الله عليهم بنعمة الكهرباء القومية فليشكروا الله حتى يديم عليهم النعم ويزيدهم من فضله والشكر ليس حديث لسان بل هو توبة وأوبة وإستقامة وإتباع لدعاة الحق والخير ورفض وحرب على الشيطان وأشباهه وأتباعه أينما وجدوا وكيفما تشكلوا ، والشكر لازم للدكتور ودنورالله الذي كان لتبرعه السخي أثره في إكمال المشروع والشكر واجب للسيد رئيس الجمهورية راعي ومبتدر مشروع ربط النيل الأبيض بالشبكة القومية والشكر من قبل ومن بعد للواحد الأحد الفرد الصمد المسطر المقدر ثبتنا الله جميعا على دروب طاعته وجمعنا على محبة رسوله المصطفي (ص) سيد الناس وخيرهم أجمعين

» الجمالاب ربيبة النيل
» الجمالاب هيفاء علي النيل رابضة
» الجمالاب جمال النيل الابيض
» قصيد بعنوان ـ الجمالاب بلدي *** الجمالاب اهلي***
» الشاعر هاشم الصديق يرثي قرنتية النيل الابيض ( قالب سياسي )